مش عارف دا كان إحساس بفراغ تام من المشاعر
أم كان أحاسيس متهجة بتجميعة مكدسة لكل المشاعر
عن ذلك الإحساس وانت تستقبل خبر وفاة من تحب ......
أتحدث
عن تلك المشاعر التي أدركت فيها أنك لن تراه ثانية ....
أتألم
تمر ساعات حركة مليئة بالمهام في التغسيل وتصريح الدفن وإبلاغ الأقارب
والتخطيط لمراسم الدفن
مهام تحميك فيها رجولتك بما تفرضه عليك من تحمل
للمسئولية من السماح لتلك المشاعر المؤلمة أن تتسلل إلي قلبك وتسرع نبضاتة وتكيد
لك حتي تفقد سيطرتك علي ذاتك وتبكي وربما تجيش بالبكاء
تحميك ضرورة أن تكرم ميتك بدفنه من الإنفعال بمشاعر
تفقدك السيطرة علي تفاعلك مع حياتك بل حتي إنها تفقدك
السيطرة علي تفاعلاتك مع ذاتك ..
فتبكي ويهتز صدرك بنبضات عنيفة وان كتمت صوت بكائك خانتك
أنفاسك وتؤهت بآلامك المكتومة
عن ذلك الإحساس وأنت ترغب في أن تتجمد اللحظات وتطول مدة
بقائك ناظرا لوجه حبيبك
قبل أن يحجبه عنك قماش الكفن فتتعلم أنك لن تراه ثانية
في حياتك .
عن تلك المشاعر التي تقنعك بان قماشة الكفن أشد قوة من
حواجز السجون
أشد بعدا من الغربة أكثر وحشة من الوحدة
عن تلك المشاعر التي تفكر بطفولة البراءة وتستعجب .....
آني لك حبيبتي أن تسكــني في حضرتي وكنتي تسعدين لمجرد
سيرتي
آني لك حبيبتي أن تسكني في حضرتي وكنتي تسعدين لمجرد
سيرتي .... أستعجب أن تكوني غاضبة مني
فلم يسبق لي أن مهما غضبتي لم احظي بابتسامتك في وجهي أم
أنها سنة الحياة في قضاء الله وإنا لله وإنا إليه راجعون
عن تلك اللحظات التي تسرقها من ضبط مشاعرك
وتسترق تلك النظرة الي جسد الميت التي ترغب فيها في
البكاء..... وترغب فيها في احتضانة
...... وترغب فيها في ان تخسر أعظم ما
تخسر وتضحي بأحب ما تملك فقط في مقابل أن تسمع منه كلمة للمرة الأخيرة
أن تشاهد منه ابتسامه للمرة الأخيرة أن تحظي بأي شئ من
حياته للمرة الأخيرة ،
وأفكار أخري كثيرة تجعل أهون ما يمكن ان تفعله ندما... عض أناملك ....... ثم تعود لايمانك
بالله
يحثك علي ذلك تلك الأيات من الذكر الحكيم التي تتسلل
لمسامعك ....... تتسلل بين ضحكاتها التي
لازلت تسمعها بين أركان المنزل تتسلل بين
تعليماتها وحكاويها التي عطرت المنزل بصوتها ..... تتسلل أيات الذكر الحكيم التي
فطن اليها أحد المدركون أنه ما هو إلا قضاء لأمرا كان مفعولا
كان مفعولا . فكل نفس ذائقة الموت فتتوب عن شرودك عن أمر الله ويطمئن قلبك .
عن تلك المشاعر التي تجعلك تتجنب النظر لمن يبكيها بحرقة
ويتأوه ألما يعتصر القلوب ....وقلبك لفقدان الحبيب
تتجنب النظر حتي لا يخدعك الشعور بتساؤل هل كانوا يحبونه–
الميت – ويحبهم أكثر منك فيبكونه وأنت لا
فلا وألف لا ؟ .... إذا فلماذا لا تبكي وتصرخ وتعبر وتناديها بأعلي
الأصوات .... ؟؟؟!!!!!
ولكنه وحده
الإيمان بالله والصبر لقضائه ينبئك بأنها لن تسمعك مهما علا صوتك لن تجاوبك مهما
علا عويلك
وتواسيك رجولتك وتقنعك بأنها كانت لتسعد عندما يحملها
الي قبرها سواعد شديدة لأبنائها
ربما كانت لتسعد عندما تعرف أن رحلة حياتها أثمرت رجالا
أشداء علي وهنهم رحماء في حمل نحش أمهم
ربما كانت لتسعد لو علمت أن سنوات حياتها أضافت الي
أطفال صغار ــ نبتوا في رحمها أو نبتوا علي يدها
ــ
شوارب كانت أقل
مظاهر رجولتهم عندما حملوا بكل الايمان الي القبر أمهم .
ربما كانت لتسعد لو علمت أن سنوات حياتها امتدت لسنوات
حياة بنوها فأصبحت حياتها غنية ،،
ولكن هل لها
لتعلم أنا فراقها فت بقوة في عضدهم ؟؟؟!!!
وتختفي الكلمات القادرة عن وصف تلك اللحظة التي يدخل
فيها الميت القبر
فقط تبقي في الذاكرة صورة ابنها البكري وهو يطبع قبلة
علي رأسها
قبل أن تتواري نهائيا عن ناظرنا في ظلمات القبر
الذي ادعو الله ان يجعله روضه من رياض الجنه
ويظل في المسمع صوتها في آخر مكالمة معي قبل اسبوع
وهي تعاتبني قائلة
·
انت مش بتيجي تزورني ليه يا واد
·
واد يا محمود انا بحبك يا واد وعاوزة اشوفك
·
انت عارف يا واد اني بحبك ولا لأ
{*}{*}{*}{*}{*}{*}{*}
عارف والله يا خالتي
وعارف انه دعوتي هتوصلك
ويظل في القلب ذكري الندم علي عدم تحقيق طلبها الأخير
رثاء خالتي
"" أم مؤمن " بعد صراعها مع مرض السرطان
وافتها المنية بقضاء
الله فجر يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 19
– 02-2014
ودفنت الي جوار
والدها – جدي - بمقابر العائلة بكفر
الزيات بناء علي وصيتها
اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عن سيئاتها وبارك لها في
حسناتها
واعف عنها واجعل قبرها روضه من رياض الجنه
اللهم اعف عنها واغفر لها
اللهم ارحمها
إنا لله وإنا إليه راجعون
ردحذفاللهم ارحمها واغفر لها
ردحذفلله ما أعطى ولله ما أخذ
ردحذفإن لله وإن إليه راجعون
الله يصبركم ويرزقها الجنة برحمته إنه غفور رحيم
انا لله وانا اليه راجعون اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عن خطاياها واحشرها في زمرة الضعفاء والمساكين
ردحذف